قصة مسلسل Dexter: الليلة هي الليلة الموعودة للحالم الغامض-ليس مجرد قاتل بل رحلة في نفسك البشرية

  قصة مسلسل Dexter



لليلة هي الليلة الموعودة Tonight is the Night هكذا تبدأ أغلب المواسم في مسلسل ديكستر Dexter، وهكذا تشعر على الفور بالتوتر والرغبة في معرفة المزيد، فتتساءل عن كنه كونها الليلة الموعودة؟ وموعودة لماذا بالضبط؟ مع تقدمك في المواسم ستنتظر الجملة لأنك تعرف معناها بالفعل، والجزء المتعاطف مع “ديكستر” منك يتفهم تمامًا حاجته، وربما يتعاطف معه كذلك.


ديكستر الحالم القاتم

يعود مسلسل ديكستر لأصل أدبي لسلسلة روايات للكاتب “جيف ليندسي” بعنوان “ديكستر الحالم القاتم Darkly Dreaming Dexter” يفضل البعض ترجمتها “ديكستر الحالم الغامض”، وقد نُشرت عام 2004 لتتلقفها شبكة شوتايم ويخرج الموسم الأول من المسلسل عام 2006.

على الرغم من كون المسلسل منقولًا عن نص أدبي إلا أن ذلك يرجع للجزء الأول في الرواية فقط، والتي نقل عنها الموسم الأول من المسلسل، ليتخذ المسلسل توجه مختلف بشكل كبير عن الروايات، ويسير كل منهما في مسار مختلف.

لم يحدث الانفصال بين المسلسل والرواية على مستوى الأحداث فقط، بل على مستوى شخصية ديكستر نفسها، فإن المسلسل قد طور من الشخصية بشكل كبير وأعطاها أبعاد جديدة ورحلة نفسية مختلفة، بينما تميزت الشخصية في الروايات بالقتامة الشديدة التي لا تتغير كثيرًا.

ليس مجرد قاتل بل رحلة في نفسك البشرية

يمكنك اختصار قصة المسلسل للقول بكونه قاتل متسلسل يقتل القتلة، ومحلل جنائي “محلل لطخات دم” في الشرطة في نفس الوقت، وتعتبره مسلسل أكشن دموي بعض الشيء، ولكن هذا الاختصار يقتل المسلسل حقًا.

فديكستر رحلة في النفس البشرية، حيث الطفل ديكستر الذي تقتل أمه ويتم تقطيعها أمامه ليترك عدة أيام في دمها حتى يجده الشرطي هاري مورجان، هنا يقرر هاري أن يتبنى الطفل ليكون أخًا لابنته ديبرا.

ولكن الطفل لم ينس التجربة المريعة التي عاشها، ليستطيع عقلة الصمود أمام ما حدث، توقف عن الشعور توقف عن الإحساس بأي نوع من المشاعر وتحول لسايكوباث فعلي.

مع اكتشاف هاري لحقيقة ديكستر تنشأ فكرة أقرب لجنون، إن ديكستر سايكوباث، إن ديكستر يطوق للقتل، إن ديكستر سيقتل سيقتل، لماذا إذن لا يوجه مشاعر الصغير للقتل المشروع؟



مع قانون هاري.. هل يمكنك أن تربي نفسية؟!!


مع اختمار الفكرة يبدأ هاري يضع قانون كامل ببنود محددة لديكستر، قانون للقتل، كي يتمكن ديكستر من قتل القتلة فقط.

يعلمه هاري، كيف يقتل بلا ترك أثر، كيف يتتبع خصومه، كي يتأكد بشكل قاطع كونه قتله بالفعل، كيف يهرب من القانون، بل كيف يتظاهر بأنه شخص طبيعي يمتلك مشاعر.

مع تقدم شخصية ديكستر من موسم لأخر نبدأ كمشاهدين نشاهد تطور الشخصية كيف يتحول ديكستر وكيف تنمو نفسيته التي تشبه الرضيع الوليد بلا مشاعر لتنمو يومَا بعد يوم، لتصل لمرحلة المراهقة والتمرد ثم النضوج، إن نفسية ديكستر هي البطل الحقيقي الذي نشاهد تطوره ونموه.

نشاهد كيف تمنى ديكستر في البداية أن يشعر مثل البشر بأي مشاعر غير الرغبة في الدم وفي القتل، أن يشعر بالحب، بالكره، بالخوف، بالقلق، بالسعادة، بالتعاسة، ثم كيف تمنى في لحظة ما في النهاية لو بقي كما هو بلا شعور، وكيف في لحظة بينهما فوجئ بأنه توقف عن تزييف المشاعر ليشعر بها حقًا.

ومع كل هذا الفوران المشاعري تقع أحداث مميزة وشخصيات مرسومة بعناية، كل منها يترك بصمته في العمل، ويربط مسمار أو صامولة في بناء شخصية ديكستر الجديدة دون حتى أن يدري.

ديكستر بطل أم شرير



سيظل هذا السؤال يتردد في ذهنك طوال 8 مواسم كاملة، هل ديكستر بطل Hero أم شرير villain، هل ما يمارسه عدالة شرعية؟ هل يمكن أن يوضع في خانة باتمان وسبايدرمان وكل مجموعة تطبيق العدالة باليد؟ أم هو سفاح مخبول؟

وبين ما يحققه من إنجازات وما يسببه من أضرار، بين كراهيتك لمن يقابلهم من قتله، وعلبة الشرائح الخاصة به التي تؤكد كونه سفاح يبحث عن تذكار لقتلاه.. ربما لن يمكنك أبدًا أن تجيب عن السؤال.

لن يظل السؤال عالقًا في ذهنك كمتفرج فقط، بل سيتواجد كثيرًا على لسان ديكستر نفسه في محاولة لاكتشاف ذاته


إرسال تعليق

أحدث أقدم